«انقذوا الكتب»، صرخة استغاثة أطلقها الشاعر المكسيكي والحائز على جائزة نوبل «أوكتافيو باث» عندما انتابه القلق، حيث اكتشف أن الكتاب الرقمي يشكل 32% من مساحة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في عام 1996. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها استعراض مصير الكتاب الورقي؛ فقد تم طرح هذا السؤال لأول مرة عندما توقع البعض استبدال الكتب الصوتية بالمقروءة باستخدام “الفونوغراف”. منذ حوالي ثمانين عامًا، أعاد جورج ستيوارت طرح تساؤله حول “مستقبل الكتاب المطبوع”، وتوقع نهاية الكتاب التقليدي بنهاية القرن العشرين.
ولم يكد القرن الحادي والعشرين يطل علينا بتحدياته وتساؤلاته، حتى تزايدت التنبؤات المتعددة حول مصير الكتاب الورقي؛ فما بين الدعوة إلى التحول الرقمي الكامل والحفاظ على البيئة، إن مصير الكتاب الورقي يبدو مجهولًا. بعض الأشخاص يطالبون بحفظ النسخ الورقية التي ستنجو من تقلبات الزمن في متاحف خاصة. في الوقت نفسه، يراهن آخرون على بقاء الكتاب الورقي، معتبرين أنه سيظل يقاوم طالما استمر الإنسان في قراءة الكتب المطبوعة. يرى البعض أنه مرتبط بفطرة الإنسان وغريزته، وحبه للقراءة والكتاب المطبوع، الذي كان اختراعه أحد أهم اختراعات الإنسان الحديث. وبين هذا وذاك، نستعرض في هذا المقال آراء صُناع الكتب والمثقفين والقراء حول مصير الكتاب مهنةً وثقافة، وهل يمكن أن يكون الكتاب الورقي ذكرى تاريخية كغيره من الأشياء التي طورتها التكنولوجيا وحَدَّثت تغييرًا جذريًّا في شكلها؟
الكتاب الإلكتروني سيد المرحلة القادمة
الكتاب الإلكتروني يسيطر على المشهد
تشير الوقائع إلى أن الكتاب الورقي يتآكل أمام الكتاب الإلكتروني. فقد أفلست اثنتان من كبريات المكتبات التي تبيع الكتاب الورقي في الولايات المتحدة الأمريكية، “بارنز آند نوبل” و”بوردرز”. وفي بريطانيا، قررت الشركة التي تصدر الموسوعة البريطانية (بريتانيكا) الاكتفاء بالنسخة الإلكترونية وإيقاف إصدار الموسوعة الورقية التي ظلت تصدر منذ عام 1768م حتى 2010م. ووصف “خورخي كوز” رئيس شركة إنسكلوبيديا بريتانيكا قرار الشركة بأن “بعض الناس ستشعر بالحزن حيال ذلك، والحنين إلى الماضي… ولكن الحقيقة هي أن لدينا الآن أداة أفضل، حيث يتم تحديثها باستمرار في موقعها على الإنترنت كما أنها أكثر توسعًا بكثير وتحتوي على وسائط إعلامية متعددة”. فتحت تلك المؤشرات وغيرها المجالَ أمام إمكانية سيطرة الكتاب الإلكتروني، بل وإزاحة الكتاب الورقي من المشهد.
وعلى المستوى العربي، انتشر الكتاب الإلكتروني بشكل كبير، فقد أصبح الكتاب الإلكتروني واقعًا ملموسًا لا سيما مع توافر وسائل قراءته، وكذلك تعدد طرق الحصول عليه سواء بشكل قانوني أو عن طريق الكتب المقرصنة. فعلى موقع مؤسسة هنداوي يوجد أكثر من ثلاثة آلاف ومائتي كتاب، وما زال هناك حوالي ألفي كتاب في مراحل الإعداد للنشر، وهذه الكتب متوفرة بشكل قانوني ومجاني تمامًا، وبصيغ متعددة تلائم مختلف أجهزة القراءة الإلكترونية. وفي إطار آخر، يقوم قارئ جرير بإتاحة الكتب الإلكترونية بصيغة Epub للشراء بأسعار تنافسية، وكذلك تعتزم مكتبة اطبع إطلاق تطبيقها الخاص للقراءة الإلكترونية.
وقد رصد صناع الكتاب في العالم العربي انتشار الكتاب الإلكتروني بعين الترقب والحذر؛ إذ وصف جهاد أبو طوق أحد مالكي الدار الأهلية للنشر والتوزيع بالأردن الأمر بأنه «عصر موت الكتاب الورقي» حيث إن «الكتب الورقية تعاني من اعتداءات الكتب الرقمية»، ومؤكدًا على أن مبيعات الكتب الورقية «تراجعت خلال السنتين الأخيرتين إلى ما يقرب من 50% من نسبة المبيعات». وتماشيًا مع هذا الرأي انحاز القاص والروائي «الصديق بودوارة» رئيس تحرير مجلة الليبي فقال عن الكتاب الإلكتروني: «نحن بالفعل في عصر النشر الإلكتروني، ولن يكون الوقت بعيدًا -بالرغم من محاولات النشر الورقي- حتى يختفي الورق أو النشر الورقي.
وأكدت «دنيا الشدادي» حالة الزخم للكتاب الإلكتروني فصرحت بأننا «نعيش ثورة رقمية تعرف تدفقًا هائلًا للمعلومات… زاحمت بشكل قوي الوسائل الورقية وأزاحتها عن صدارتها في نقل المعلومة، حتى إن مجلات وجرائد عالمية تخلت عن صيغتها الورقية واكتفت بصيغتها الرقمية». هذه النظرة الأكثر تفاؤلًا لمستقبل الكتاب الإلكتروني، بحيث نشعر أننا على بعد سنوات (طالت أم قصرت) عن سيطرة الكتاب الإلكتروني ومحو الكتاب الورقي.
غير أن هناك فريقًا آخر يرى الخطر الذي يشكله الكتاب الإلكتروني، ولكنه يستبعد إمكانية أن يُقصي الكتابَ الورقي. فقد عبرت د. هناء البواب مديرة دار خطوط وظلال بالأردن عن قلقها حول مستقبل الكتاب الورقي فأكدت «إن النشر الإلكتروني يشكل عاملًا مهمًا في تهديد صناعة الكتاب الورقي، خاصة في ظل ارتفاع الإقبال عليه من الشباب الذين باتوا أكثر استخدامًا لشبكة الإنترنت». وأكد الروائي والشاعر المصري «محمد أبو زيد» «إن عالم الورق لم ينتهِ بالتأكيد، ولن ينتهي، لكن يمكن القول إن مساحته تقلصت أمام النشر الإلكتروني.» ثم كال الاتهامات للكتاب الإلكتروني واتهمه بفتح الباب أمام نشر ما لا يستحق نشره، ولهذا فلا يزال الكثيرون لا يثقون إلا في النشر الورقي، ويفضلونه ويقدِّمونه على غيره، باعتباره أكثر موثوقية.
وعللت الشاعرة والقاصة المغربية «مليكة عزفا» هذا التراجع والتقلص أمام الكتاب الإلكتروني «إلى ضعف القدرات الشرائية أو عدم توفر الكتب المرغوبة». فكانت النتيجة الطبيعية لهذا أن «الكتاب الورقي سيتراجع لصالح الكتاب الإلكتروني، لا محالة» كما قال الروائي «أحمد إبراهيم الشريف».
يرى هؤلاء المثقفون والناشرون أن سيطرة أو على أقل تقدير استحواذ الكتاب الإلكتروني على عالم الثقافة والنشر قادمٌ لا محالة، لا سيما مع التطورات التكنولوجية، والمزايا الكبيرة التي يتمتع بها الكتاب الإلكتروني. وعلى جانب آخر يقف المؤمنون بالكتاب الورقي موقف المدافع عنه، لأسباب عديدة، فهي صناعة يقف خلفها دور النشر، واتحاداتها، والمطابع والمكتبات وغيرها، فهي صناعة يعمل فيها الآلاف من البشر. كما أنها حنين لا يمكن التخلي عنه بأي حال، فقد شكلت ثقافة أجيال وأجيال، حتى صارت الكتب أكثر قداسة من كونها صناعة وتجارة.
اقرأ أيضًا: أجمل كتب المراسلات بين الشعراء
الكتاب الورقي أيقونة ثقافية لا تموت
حالة من الانتشاء الثقافي تحدث أثناء انعقاد معارض الكتاب سواء على المستوى العربي أم الدولي، فعلى الرغم من الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها المنطقة العربية، فإن معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي انعقدت دورته الرابعة والخمسون عام 2023م استقبل قرابة أربعة ملايين زائر، وحققت دور النشر المشاركة مبيعات أكثر مما توقعت، فتحدث الكثير عن مقاومة الكتاب الورقي وقدرته على البقاء. وقد أكد محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد: أن «الكتاب الورقي مستمر دون شك، ولكن هذا لا يمنع من وجود الكتاب الإلكتروني والناشر الإلكتروني». وهو محق في ذلك، حيث إن المساحة الكلية كانت مخصصة للكتاب الورقي اللهم إلا مكانًا أو اثنين للناشرين الإلكترونيين. وأكد رئيس جمعية النشر السعودية عبد الكريم العقيل في حديثه عن معرض الرياض 2022م أن «الكتاب صناعة عظيمة ومربحة، وللمملكة دور كبير في تطوير هذه الصناعة، إذ يوجد فيها 300 دار نشر، و1000 كاتب مستقل، فيما تصل نسبة هواة القراءة إلى 31% من السكَّان». فالكتاب الورقي صناعة واقتصاد لا يمكن أن يُستبدل هكذا، لأن البديل لا يمكن أن يكون له الأثر نفسه. وتساءلت د. عفراء الحاتمي أستاذ جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في سلطنة عُمان عن هدم رفوف المكتبات والتخلص منها. وعن دور النشر والمطابع؟
وقبل ذلك بأربع سنوات أعلن الدكتور فهد الهويمل في معرض الكتاب الخامس عشر بجامعة الملك خالد 2018م إنه على الرغم من مزايا الكتاب الرقمي مقارنةً بالكتاب الورقي إلا أنه لا يمكنها أن تُلغي إطلاقًا دور الكتاب الورقي فضلًا عن امتيازات أخرى لا يوفرها الكتاب الإلكتروني لا سيما العلاقة الخاصة مع القارئ. ولهذا طالب رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد بـ«دعم الحكومات العربية صناعة الكتب والناشرين في ظل المشكلات الكثيرة التي تواجههم، وفي صدارتها قلة العوائد الربحية ومشكلات القرصنة الإلكترونية والتزوير، ودعم حقوق المؤلفين والناشرين، وأن تدرك الحكومات أن الناشر ليس تاجرًا؛ وإنما هو صناعة قومية ورسالة يجب ألا يُعامل كتاجر بضائع». فالكتاب الورقي كما يقول رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة الدكتور عبد الله بن عويقل السلمي «لن يموت ولن يخفت، ولكن سيره لم يعد بنفس السير الذي كان عليه سابقًا»، فهو صامد ويقاوم كما يقول سيموني نتالي وأندريا بالاتوري: «إن أولئك الذين ما زالوا يشعرون بالقلق من اختفاء الكتب المطبوعة يمكنهم أن يطمئنوا: لقد تحملت الكتب العديد من الثورات التقنية، وهي في أفضل وضع للبقاء على قيد الحياة بعد هذه الثورة».
وبالرغم من حالة الخوف على مستقبل الكتاب الورقي فإن بعض القائمين على الصناعة يعتقدون بمستقبل أفضل ومنهم «عاطف عبيد» رئيس مجلس إدارة دار بتانة للنشر، إذ بالرغم من مرور أكثر من عشرين عامًا من القرن الحادي والعشرين، فإننا ما زلنا نشهد «ازدهار تكنولوجيا المطابع وصناعة الورق، ومع استمرار معارض الكتب الورقية دون انقطاع، أو حتى ظهور مؤشرات لذلك». وفي الإطار نفسه أكد أحمد فؤاد عضو اتحاد الناشرين المصريين أن «الكتاب الإلكتروني لن يمحو الكتاب الورقى على الإطلاق، لكن من الممكن أن يكون منافسًا قويًّا». وربط أحمد القرملاوي مدير النشر والعضو المنتدب لمكتبة ديوان بين النشر الإلكتروني ووجود نسخ ورقية مطبوعة من الكتاب «فالقارئ في مصر يتمسك بالكتاب الورقي وهي العادة الثقافية والارتباط التاريخي الذي لم يتغير بعد، إلا أن ذلك لا ينفِي حدوث انكماش في المشتريات دون تأثير كبير على دور النشر». وقال عبد الله الصميعي أمين جمعية الناشرين السعوديين «إن القول بانتهاء زمن الكتاب الورقي فكرة خاطئة؛ لأنه سبق وزاحمته كثير من الوسائل لكنه بقي، والإحصاءات الغربية تقول إنه ما زال يحقق حضورًا… الحقيقة أن الكتاب الرقمي زاحم الكتاب الورقي لكنه لم يستطع إلغاءه» فالمنافسة شديدة ومساحة الكتاب الورقي تتآكل، لكنه سيظل موجودًا ولن ينقرض في القريب، لأن له رونقه وجاذبيته التي ما زالت محتفظة بتأثيرها، كما يقول «عادل سميح» مدير عام النشر في الهيئة المصرية العامة للكتاب: «فطالما بقي التلاميذ في المدارس يتلقون العلم من الكتاب الورقي، فإن الكتاب لن يعدم وسيلة للحياة». وحسم القاص المصري إبراهيم عادل الأمر بأن «الكتاب الورقي لم ولن ينتهي، والدليل آلاف الكتب التي تصدر في العالم العربي وعشرات دور النشر التي تنشأ سنويًّا».
أمر آخر مهم؛ إذ يُشير بعض الناشرين إلى دور الكتاب الإلكتروني في دعم الكتاب الورقي حيث رصد «هاني دنديس» صاحب دار نشر صفحات أن «معظم القراء لديَّ يأتون لشراء الكتاب ورقيًّا بعد أن يكونوا قد اطلعوا عليه من خلال شبكة الإنترنت، أو قرأوا بضع صفحاتٍ منه في نسخةٍ رقمية، وهذا يعني أنَّ الكتاب الرقمي يساعد في توجيه القارئ إلى الكتاب الورقي». وهو ذاته ما حدث مع مكتبة الجاحظ وسط العاصمة الأردنية عمّان الذي أكد صاحبها على دور الكتب الرقمية في القراءة حيث أدت إلى «انتشار القراءة الرقمية، بما أسهم في انتشار الطلب على الكتب الورقية وتزايد عدوى القراءة بفضل التكنولوجيا». وهو ما تؤكده أيضًا مؤسسة هنداوي التي تنشر الكتب بالمجان على موقعها وتطبيقاتها، وعلى الرغم من ذلك فهي تستقبل عشرات الاستفسارات عن إتاحة الكتب ورقيًّا، ورصدت كذلك زيادةً في مبيعات بعض المؤلفات ورقيًّا بعد إتاحتها مجانًا على موقعها الإلكتروني. إن الكتاب الإلكتروني، ولا شك، داعم أساسي للكتاب الورقي وسيبقى هكذا ردحًا من الزمن.
والآن وبعد هذه الجولة مع آراء بعض الناشرين العرب من المهم أن نتساءل: ما الذي يجعل الانفلات من الكتاب الورقي أمرًا مستعصيًا برغم توفر كل الدواعي إلى تجاوزه؟ ألم يكن الكتاب الورقي مجرد وسيلة لنقل المعرفة وتبادلها مثله مثل كثير من الأشياء التي أغنانا الإنترنت عنها؟
في الجواب عن هذا السؤال أحب أن أذكر أحد الأشياء التي لفتتني في السنوات الأخيرة، وهي ظاهرة أجهزة القراءة الإلكترونية التي تعمل بتقنية الحبر الإلكتروني والتي تطورت بسرعة رهيبة خلال السنوات العشر الأخيرة، والمفارقة الغريبة هنا أن الذي يميز قارئًا إلكترونيًّا من أجهزة تدوين الملاحظات (note-taking) أو أجهزة قارئ الكتب الإلكترونية (Ebook Readers) هو قدرته على توفير إحساس وأداء قريب من أداء الكتاب الورقي سواء في ملمس الصفحة أم شكل الصفحة أم تجربة القراءة أم إحساس الكتابة عليها بالأقلام الإلكترونية التي تحاكي الأقلام الحقيقية! وكلما نجح صانعو هذه الأجهزة –التي صُنعت بالأساس من أجل تجاوز الكتاب الورقي– في محاكاة الكتاب الورقي، صارت أنجح وأكثر تميزًا!
الغريب في هذه الظاهرة لدى من جرَّبها أنها بينما تساعدك على تجاوز الكتاب الورقي فإنها تجعلك أكثر تعلقًا به وحرصًا على العودة إليه! لذا فإن هذه الظواهر وأمثالها تخبرنا بأن تجاوز الكتاب الورقي أمر شديد الصعوبة، حتى وإن انتهى الأمر به ليصير مجرد «أنتيكة».
هذا الارتباط بالكتاب الورقي له تاريخ متطاول لم يكن الورق فيه مجرد أداة لتدوين المعرفة وتبادلها، بل نشأت حوله مجموعة من الارتباطات الوجدانية بصفته شيئًا ماديًّا تُزيَّن به الأرفف، ويزداد جمالًا كلما تقادم، وتتناقله الأيدي ويورَّث من جيل إلى جيل، ويُعثر عليه في أسواق الكتاب المستعمل بعد أن زينته حشرة السمك الفضي ودودة الكتب بالثقوب والتآكل، وربما وُجِدت على أحد هوامشه كلمةٌ شخصية تجعلك تسرح بالخيال عن الموقف الذي كتبت فيه، وغير ذلك من القصص والمصادفات التي يعرفها جيدًا القراء المهووسون بالكتاب، ولكن هذا الجانب أيضًا لا يصلح أن نعوِّل عليه فهناك أجيال لم تعش هذه التجربة مع الكتاب الورقي، ولم تختلط بمن يورثها هذا الارتباط الوجداني به، ولكن استمرار معارض الكتاب وحالة الزخم التي تغري الأجيال الجديدة باقتناء الكتب تحيي ثقافة القراءة الورقية حتى وإن ظلت على الهامش ولم يكن لها حضور فعلي في الحياة اليومية.
وإذن فليس السؤال الأهم هو: هل سينقرض الكتاب الرقمي أم لا؟ وإنما: ما الذي سيظل الناس في حاجة إلى قراءته ورقيًّا؟ لأنه يبدو مبكرًا التنبؤ بأمر مثل انقراض الكتاب الورقي، ربما مع تطور الوقت سيجري نوع من أنواع توزيع الأدوار بين الكتاب الورقي والإلكتروني، وسيكون على دور النشر أن تراعي ذلك في خطط النشر لديها.