التأسيس
مؤسسة التراث -هي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية- أسسها ويرأس مجلس أمنائها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ عام 1996م. وجاء تأسيسها بمثابة مبادرة وطنية مهمة للمناشدة بأهمية العناية بالتراث الوطني كقضية وطنية تهم الدولة والمجتمع، وجاء التأسيس بعد تجربة شخصية مهمة لمؤسسها في إعادة إحياء البيت الطيني في نخيل العذيبات بالدرعيَّة فيما بين عامي 1988 و1996م، وارتبط تأسيس مؤسسة التراث بالحاجة الماسة التي لمسها مؤسسها في تحويل طموحاته للمحافظة على التراث العمراني وتنميته إلى خطوات عملية في ظل غياب شبه كامل لمثل هذه المؤسسات في بلادنا، لإيمانه بأن التغيير يحتاج إلى مبادرات عملية لا مجرد أفكار، وما لبِثَت مؤسسة التراث أن أصبحت مركزًا مهمًا لتوثيق التراث ودراسته والمحافظة عليه، وتأهيله عبر برامج مهنية وعملية. واستطاعت مؤسسة التراث عبر ما يقارب الثلاثة عقود الإسهام في نشر الوعي بأهمية التراث،
التوجه العلمي والفني للمؤسسة
«التراث» هو محور اهتمام المؤسسة، إذ تسعى مؤسسة التراث لتعزيز الوعي به، ليكون جزءًا من حياة الإنسان السعودي، ومصدرًا لاعتزازه بهويته الوطنية وثقافته الحضارية. ونشر الوعي بالثقافة والتراث العمراني وتشجيع الشباب والمواطنين على الاهتمام به، وذلك من خلال إصدارات المؤسسة، بالإضافة إلى ما تعقده من ندوات وملتقيات يقوم عليها «المنتدى الثقافي»، ودمج التراث في المناهج التعليمية، وتحفيز المتميزين من الطلاب والباحثين والمهتمين بالتراث بمنحهم جوائز المؤسسة.
وتعمل مؤسسة التراث على الحفاظ على التراث السعودي بصفة خاصة، والعربي الإسلامي بصفة عامة، وتوثيقه ليصبح ذاكرة وطنية، وذلك بتسجيل وترميم المساجد التاريخية والحفاظ على طابعها العمراني المميز. وتتعاون المؤسسة في سبيل تحقيق ذلك مع مؤسسات داخل المملكة وخارجها، كما تدعم الجهات التي تعمل في مجال التراث والحفاظ عليه.
برامج المؤسسة
تسعى مؤسسة التراث الخيرية لتحقيق أهدافها من خلال عدة برامج هي:
- التوثيق التاريخي.
- الحفاظ على التراث العمراني.
- إصدارات التراث.
- منتدى التراث الثقافي.
- الدورات التدريبية.
- جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني.
- التعاون والشراكة من أجل التراث.
جوائز حازتها المؤسسة
بعد مسيرة امتدت لأكثر من ربع قرن، يقول المؤسس والرئيس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود «استطاعت مؤسسة التراث أن تحقِّق حضورًا مهمًا في الأوساط المعنية بالتراث داخل المملكة العربية السعودية وخارجها». فالمجتمع الثقافي العربي يدرك بوضوح لا غبار عليه الدور الذي اضطلعت به مؤسسة التراث. فحصلت على جائزتين من أهم الجوائز في التراث وهما:
الجائزة العربية الكبرى للتراث
تمنح هذه الجائزةَ المنظمةُ العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) للمنظمات الأكثر تأثيرًا في المحافظة على التراث، وقد حصلت عليها منظمة التراث الخيرية في عام ٢٠١٢م في فرع «التعريف بالتراث ونشره عبر مختلف وسائل الاتصال العصرية والمكتوبة» وذلك عن نشرها كتابي «الحضارة العربية والإسلامية عبر العصور في المملكة العربية السعودية» و«المدينة المنورة: بنيتها وتركيبها العمراني».
جائزة الدكتور عبد الرحمن الأنصاري لخدمة آثار المملكة
منحت جائزة الدكتور عبد الرحمن الأنصاري لخدمة آثار المملكة جائزتها في فئة الرواد عام (١٤٣٩ه – ٢٠٠٧م) لمؤسسة التراث الخيرية تقديرًا لإسهاماتها في تطوير مواقع الآثار وتأهيلها، ودورها التوعوي في مجال الآثار من خلال المعارض التي أقامتها في مواقع مختلفة، ونشر عدد من الكتب والأبحاث المتخصصة في الآثار.
جوائز تمنحها المؤسسة
على نحو آخر، فإن اهم قطاعات مؤسسة التراث هي “جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني” والتي تُمنح في فروعها للمهتمين بالتراث في المملكة وخارجها، وأهم فروعها هو “جائزة الإنجاز مدى الحياة” والتي تشرفت بقبول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لها في عام 2012م (حينما كان ولي العهد)، وكان أول من فاز بها الملك تشارلز الثالث (ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز حينها)، وكذلك نالها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل و المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) ومؤسسة الأغاخان والبروفيسور صالح لمعي خبير الترميم الدولي.
وتنقسم هذه الجوائز إلى قسمي المهنيين والطلاب:
جوائز المهنيين
تمنح المؤسسة جوائز للمتخصصين والمهنيين في الفروع التالية:
- جائزة العناية بالمساجد التاريخية
- جائزة الحفاظ على التراث العمراني
- جائزة البعد الإنساني
- جائزة المشروع الاقتصادي التراثي
- جائزة بحوث التراث العمراني
جوائز الطلاب:
وتمنح المؤسسة كذلك عددًا من جوائزها لطلاب كليات العمارة والتخطيط المتميزين في مجال التراث العمراني بالمملكة العربية السعودية لتشجيعهم على الاهتمام بالتراث. وهذه الجوائز في الفروع التالية:
- جائزة الحفاظ على التراث العمراني
- جائزة مشروع التراث العمراني
- جائزة برنامج تعليم التراث العمراني
- جائزة بحوث التراث العمراني
اقرأ أيضًا: دليلك إلى أفضل الكتب حول تاريخ المكتبات في العالم (قريبًا)
إصدارات المؤسسة:
ومن أحدث إصدارتها:
- الأمير تركي بن أحمد السديري سيرة وتاريخ ١٣١٩هـ – ١٣٩٧هـ /١٩٠٢ – ١٩٧٧م: من أحدث إصدارات المؤسسة، والذي صدر في معرض الرياض الدولي للكتاب بعدما استغرق إعداده 6 سنوات وجاء ليوثق سيرة أحد بناة المملكة الذين رافقوا الملك المؤسس عبد العزيز.
- Heaven in Earth: تأليف جيمس ستيل، ويتناول الكتاب العمارة بالطين، من حيث تاريخها وتأثيرها على البيئة، ويوثق لنماذج البناء بالطين في المملكة العربية السعودية.
فعاليات المؤسسة
تعقد وتشارك مؤسسة التراث في العديد من الفعاليات ذات الصلة بمجال التراث، وذلك في إطار حرصها على نشر ثقافة التراث بين فئات المجتمع المختلفة، وتشجيع المهتمين به على المضي قدمًا نحو مزيد من خدمته والعمل على ذلك، ومن أحدث هذه الفعاليات الدورة التدريبية التي انعقدت في العلا (٨ – ١٥ يوليو ٢٠٢٣م) بالتعاون مع الآيكوموس السعودي. نظمت الدورة لطلاب وطالبات كليتي العمارة والتخطيط، والسياحة والآثار في جامعة الملك سعود، وتناولت عدة محاور هي «إدارة موارد التراث» و«فهم المواد التاريخية وكيفية توثيق المباني الأثرية» و«مشروع ترميم وإعادة توظيف قصر حبيب باشا السكاكيني»، و«تحديات تغير المناخ والتراث الثقافي»، و«مشروع إحياء بلدة العلا القديمة» وعدة محاور أخرى تركز على التراث وأهميته وكيفية التعامل معه.
الشراكات
- مذكرة تفاهم مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة: وقعت مذكرة التفاهم في أكتوبر 2023م للتعاون في النشر والأبحاث والدراسات والتدريب وإنتاج الأفلام الوثائقية والتوثيق وأرشفة الصور.
- مكتبة الدكتور بولك في رحاب مكتبة الملك فهد الوطنية: افتتحت في 7 مارس 2023 وتضم 7000 عنوان ومخطوطات نادرة وقطع أثرية.
- وقد وقعت هيئة تطوير بوابة الدرعية ومؤسسة التراث الخيرية مذكرة تفاهم للتنسيق والتعاون المشترك في يونيو ٢٠٢٣م وتشمل أوجه التعاون الفعاليات والمعارض والمؤتمرات والزيارات، والتغطية الإعلامية والمبادرات التسويقية، والتعليم المعماري.
إن التراث في المملكة العربية السعودية بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل تحقيق مزيد من العناية به، ولعل هذا ما تدركه مؤسسة التراث الخيرية، فعلى الرغم من جهودها الحثيثة والمؤثرة في خدمة التراث إلا أنها لا تتوانى عن التعاون مع مؤسسات أخرى في العناية بالتراث وعقد المؤتمرات، والمشاركة في الفعاليات وطباعة الكتب. فالتراث السعودي تراث إنساني فريد، يجب العناية به، والعمل على استدامة تنميته ورعايته.